في حـب الزمالكاويةنادرا
ما تجد اليوم من يتمسك بمبادئه ويحافظ عليها حتى إذا تسببت في خسارته
لكثير من الأشياء.. نادرا ما تجد شخصا يحافظ على انتماءاته وإنما غالبا ما
يغيرها بين يوم ليلة ويظهر هذا أكثر ما يظهر في السياسة عندما تجد مرشحا
مستقلا في مجلس الشعب وعندما ينجح إذا به يعلن انتماءه للحزب الوطني..
عادي جدا!.. لذا كان عصيا عليّ أن أستوعب ما يحدث مع جماهير الزمالك*******
بداية
أعلن أنني أهلاوية وأهلاوية جدا كمان وأنني أستمتع بعد كل مباراة وأنا
أغيظ كل من أعرفهم من الزمالكاوية، بالطبع بعد كل مباراة؛ لأن فكرة فوز
الزمالك على الأهلي أو حتى تعادله معه انضمت إلى قائمة المستحيلات جنبا
إلى جنب مع الغول والعنقاء والخل الوفي. ورغم أنني أحيانا أزوّدها شوية
إلا أنني كثيرا ما يصعب عليّ جماهير الزمالك وأنا أؤكد لهم أن الماتش
الجاي تبقوا تشجعوا تليفونات بني سويف بقى؛ لأنها أسهل تكسب الأهلي من إن
الزمالك يعملها
الغريب بقى أنهم في كل مرة وبعد كل هزيمة وبعد أن
يلعنوا الزمالك بلاعبيه وجهازه الفني ومجلس إدارته ومشجعيه، يؤكدون أنهم
سيظلون زمالكاوية ولن يتخلوا عن تشجيع الزمالك
طب بذمتك قل لي ماذا
يمكن أن يحدث أكثر مما حدث.. فاز الأهلي على الزمالك (6-1) في فضيحة مدوية
وصارت بيبو وبشير.. بيبو والجون شعارا يحفظه الأطفال عن ظهر قلب ويتغنون
به باعتباره من التراث! ثم فاز بالأربعة ليكتب بلال فضل جملته الشهيرة في
فيلم (سيد العاطفي): خدوا ستة رايح.. خدوا أربعة جاي والتي صارت أحد أعلام
المرحلة الراهنة تؤرخ عصر انحدار الزمالك
*******
الأهلي
يفوز على الزمالك مرتين متتاليتين في أسبوع واحد ومانويل جوزيه المدير
الفني للنادي الأهلي يؤكد هزيمته لكل مدربي الزمالك بكل جنسياتهم، مش
فارقة معاه.. مصري.. ألماني.. برتغالي.. برازيلي.. كله شغال وكله بيشيل بس
على قده أربعة.. ستة.. اثنين.. المهم إن نتيجة المباراة بتكون معروفة
مسبقا ويكون سؤال قبل المباراة لا عمن سيفوز وإنما تفتكر الزمالك هيشيل
كام النهارده
وبعيدا عن هذا فإن مجالس إدارات الزمالك المتعاقبة تؤكد
أن هناك الكثير والكثير من الأخطاء بدءا من كمال درويش، وما قاله عن مرتضى
منصور من فضائح وحتى المجلس الحالي لـممدوح عباس وحله وإعادته وخناقاته مع
مرتضى منصور.. بل إنه يكفيهم خناقات ومشاكل مرتضى منصور.. أهي دي لوحدها
تخليهم يسيبوا الزمالك ويطفشوا
ورغم هذا فالغريب أنهم لا ييأسون أبدا
ويستمرون في تشجيع الزمالك قبل مبارياته مع الأهلي وأثناءها وحتى بعد
الهزيمة.. وهو شيء يستحق الاحترام والإعجاب وهذه ليست دعابة والله بل هي
حقيقة واقعة
*******
تخيل لو أن المصريين لديهم نفس هذا
الانتماء والحب لبلادهم لكانت حالنا أصبحت غير الحال.. اليوم حين تسأل
الشباب عن إمكانية الهجرة تجدهم على أتم الاستعداد ومنهم من يعلنها صراحة
أنه يوافق على الذهاب إلى إسرائيل.. وأحيانا تجد لهم المبررات لما يحدث في
البلاد من غلاء أسعار وبطالة وفساد ورشوة وأحيانا أخرى تقول لنفسك بس برضه
مش لدرجة إسرائيل لكن الأكيد أنه لو تعاملوا مع مصر مثلما يتعامل
الزمالكاوية مع الزمالك اللي بيبهدلهم وبيجيب لهم الكلام وهيتسبب لهم في
شلل قريب، لكانت أشياء كثيرة اختلفت بالتأكيد، ولكان الانتماء ظل موجودا
رغم أنف المسئولين ورغم وجود المشاكل
تخيل لو أن تمسك الزمالكاوية
بالزمالك وحفاظهم عليه هو نفس تمسك المصريين بمبادئهم وحفاظهم عليه لكانت
السياسة انصلح حالها ولكان الموظف دخل وظيفته وخرج منها بمرتبه دون أن
يلجأ لأشياء أخرى، لكان زمن الواسطة غير موجود وظل تمسكنا بالنزاهة
والأمانة والشرف، وذلك الكلام الكبير الذي صار من كلاسيكيات المسرح.. الله
يرحم يوسف وهبي
*******
لو
أننا جميعا مثل هؤلاء الزمالكاوية لصارت في الأمور أمور، ولصارت مصر غير
مصر، وبرغم كوني أهلاوية أجد نفسي واقعة في حب هؤلاء الزمالكاوية، لكن هذا
لن يمنعني من أن أغيظهم عندما يهزم الأهلي الزمالك في المباريات الثلاث
القادمة*******
-نانسـي حبيـب-